إن الذكاء الاصطناعي يهيمن على العالم حالياً. وسواء كنت تعتقد أن هذا سيؤدي إلى ظهور آلات فائقة الذكاء، أو نهاية البشرية، أو انفجار فقاعة، فإن تأثيره يمكن أن يشعر به بالفعل في الصناعات في مختلف أنحاء العالم.
كما أن الذكاء الاصطناعي ينتشر خارج كوكبنا الصغير الأزرق والأخضر. فقد أصبح لدينا الذكاء الاصطناعي في الأقمار الصناعية، وقام برنامج واتسون التابع لشركة آي بي إم بجولة على متن محطة الفضاء الدولية، وتعمل وكالة ناسا حاليًا على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المركبات الفضائية المستقبلية.
قريباً، إذا نجح اثنان من العلماء في طليعة البحث عن حياة فضائية في تحقيق هدفهما، فسوف نرسل روبوتات الدردشة مثل ChatGPT من OpenAI لشرح الإنسانية والحياة على الأرض للكائنات الفضائية.
البحث عن ET
كتب فرانك ماركيز، مدير العلوم المدنية في معهد SETI، ومهندس الأبحاث الرئيسي في وكالة ناسا إجناسيو لوبيز فرانكوس، مؤخرًا مقال رأي في مجلة Scientific American يصف المخاطر والمكافآت المحتملة المرتبطة بإرسال الذكاء الاصطناعي للتواصل مع أي حياة ذكية تجده.
الفكرة الكبرى هنا ليست إنشاء روبوت أو كمبيوتر واعٍ قادر على التحدث نيابة عنا. بل الأمر أشبه بوضع سجل تاريخي تفاعلي على قرص.
في عام 1977، عندما أطلقت الولايات المتحدة المركبة الفضائية فوييجر 1، وضع العلماء على متن المركبة قرصاً نحاسياً مطلياً بالذهب يبلغ قطره 12 بوصة. وكان القرص يحتوي على بيانات تتضمن صوراً وموسيقى وأصواتاً أخرى ونصوصاً تصف كوكبنا وتنوعه.
قام الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بتشفير القرص برسالة لأي كائنات فضائية قد تجد المركبة الفضائية:
“هذه هدية من عالم صغير بعيد، وهي رمز لأصواتنا، وعلمنا، وصورنا، وموسيقانا، وأفكارنا، ومشاعرنا. نحن نحاول البقاء على قيد الحياة في وقتنا حتى نتمكن من العيش في وقتكم.”
في عام 1998، مرت المركبة الفضائية فوييجر 1 بمركبة بايونير 10 لتصبح أبعد جسم من صنع الإنسان عن الأرض. كانت المسافة بينهما نحو 15 مليار ميل بحلول عام 2023. وحتى الآن، لم يرد أحد على النداء.
الاتصالات الحديثة
والآن بعد أن تطورت تكنولوجيتنا، يعتقد مارتشيس ولوبيز-فرانكوس أنه حان الوقت لتحديث الرسالة. فبدلاً من إرسال مقتطفات من الإنسانية في هيئة صور وأغاني وكتابات، يفترضان أن برنامج الماجستير في القانون قد يسمح للكائنات الفضائية بطرح أسئلتها الخاصة واستكشاف أعماق معرفتنا المسجلة.
وفقا للعلماء:
“سوف يتيح هذا للحضارات خارج كوكب الأرض التواصل معنا بشكل غير مباشر والتعرف علينا دون أن تعوقها المسافات الشاسعة في الفضاء وتأخيرات الحياة البشرية المقابلة في التواصل.”
ويواصلون الإشارة إلى المخاطر التي ينطوي عليها الأمر. فقد يستخدم الأجانب المعادون، على سبيل المثال، هذه المعرفة ضدنا. ولكن، علاوة على ذلك، يتعين علينا أن نتوصل إلى كيفية إرسال نظام ذكاء اصطناعي قابل للاستخدام وقادر على العمل دون الحاجة إلى الإنترنت إلى الأجانب.
يمكننا أن نسلك طريق فوييجر 1 ونضع التكنولوجيا على المسار الصحيح ثم نرسلها في مسار تصادمي مع القدر. لكن فوييجر 1 استغرقت ما يقرب من 50 عامًا للوصول إلى مسافة 15 مليار ميل فقط من موطنها. وبهذا المعدل، ستستغرق المركبة الفضائية حتى عام 3084 تقريبًا للوصول إلى أقرب جار مجري إلينا، ألفا سنتوري.
والبديل هنا هو إرسال إشارة إلى الفضاء تحمل البيانات اللازمة لنقل موجات الراديو إلى أي شيء في الكون قادر على استخدامها. والتحدي هنا يكمن في قدرتنا على نقل البيانات عبر مسافات شاسعة بسرعة عالية.
تمتلك وكالة ناسا حالياً منشآت بالقرب من قمر الأرض قادرة على نقل البيانات بسرعة 100 ميجا بايت في الثانية. وهذا يعادل إلى حد ما ما يمكننا القيام به على الأرض. ولكن كما يقول العلماء، “من المرجح أن تنخفض الاتصالات بين النجوم باستخدام التكنولوجيا الحالية إلى 100 بت في الثانية”.
وهذا يعني أن إرسال نموذج متواضع الحجم مثل Llama-3-70B التابع لميتا إلى المجرة التالية قد يستغرق قروناً. ولكن باستخدام تقنيات معينة لتقليص البيانات، يعتقد العلماء أن الوقت قد يتقلص إلى نحو عشرين عاماً أو نحو ذلك.
في حين أن كل هذا يظل افتراضيًا، وهناك الكثير من التفاصيل الفنية التي يتعين حلها، إلا أن هناك على الأقل سؤالًا غير علمي واحد يحتاج إلى الحل قبل وقت طويل: ما هو نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يجب أن نرسله؟
متعلق ب: تقنية تخزين الطاقة الصفرية الجديدة قد تؤدي إلى سلاسل كتل خالدة