بدأت بكبسة زر.. سعوديون يروون أرباحهم الخيالية من “البيتكوين”
بتركيز شديد، كان أبو الوليد يتابع تطور أسعار العملات في منصات التداول العالمية مثل Bittrex و Binance، فطوال 10 ساعات أو أكثر يومياً لا يفارق الشاب السعودي شاشة حاسوبه وهاتفه، بعد أن قرر منذ شهرين دخول تجربة الاستثمار في العملة المثيرة للجدل “البيتكوين”.
واستثمر مهندس الطاقة الشاب قبل شهرين، مبلغ 50 ألف ريال، لتصل قيمتها حالياً إلى 65 ألف ريال، ما يعني أنه حقق ربحاً قدره 15 ألف ريال خلال شهرين، بنسبة عائد مالي وصلت إلى 30% خلال شهرين فقط! تجربة “البيتكوين” المثيرة جعلت أبو الوليد يؤسس حساباً في “تويتر” تحت اسم “سعودي بيتكوين”، انطلاقاً من العاصمة السعودية الرياض؛ بهدف تقديم نصائح وشروحات وأخبار عن عالم العملات الرقمية للمبتدئين فيها، وزيادة وعيهم بالمخاطر العالية، لاسيما أن المحتوى العربي حولها ضعيف والاحتيال منتشر، كما يقول لـ”عربي بوست”.
أرباح خيالية ومخاطر عالية البيتكوين ليست العملة الرقمية الوحيدة التي خاض أبوالوليد تجربة الاستثمار فيها، سعيه وراء الأرباح العالية قاده في السابق لشراء عملات أخرى مثل الإيثيريوم والريبل، لكنه عاد ليضع مدخراته في “البيتكوين”، باعتبارها الأوضح والأكثر ربحاً. ولا ينوي أبوالوليد حالياً الزيادة في مبلغ استثماره، يفضِّل أن يعرف أكثر عن سوق العملات الرقمية قبل أن يغامر بمبالغ إضافية، فأرباح المستثمر في البيتكوين -بحسبه- تكون عالية جداً، أما المضارِب فأرباحه سريعة مع مخاطرة عالية جداً، موضحاً لـ”عربي بوست” أن الفرق بين المستثمر والمضارِب هو أن المستثمر يشتري العملة ويتركها فترة طويلة لجني أرباحه، بينما المضارب يشتري العملة، وإذا حقق الربح فإنه يبيع قبل هبوط سعر العملة.
سوق العملات الرقمية أو المشفرة تعرف إقبالاً متزايداً من طرف الشباب السعودي حسب أبو الوليد؛ إذ إن السوق تسجل أرقاماً كبيرة جداً رغم أنه ليس هناك أرقام دقيقة؛ بسبب غياب إحصائيات عن المتداولين؛ لكون الهدف الرئيسي من العملات المشفرة هو ألا تعرف هوية من يقوم بإرسالها أو التعامل بها، حسب وصفه. وأشار مهندس الطاقة السعودي إلى أن هناك موقعاً خليجياً أُسس لبيع البيتكوين، وقد أقفل التسجيل فترة منذ الشهر الماضي؛ بسبب الضغط على التسجيل والذي جعل بعض منصات التداول لا تقبل حسابات جديدة. وعن إقبال الشباب العرب على العملات الإلكترونية، أوضحت “بيتأويسيس” أول شركة عربية للعملات الإلكترونية والمؤسسة عام 2015، أنها شهدت خلال الأسابيع الماضية نشاطاً هائلاً، وصل لاستقبال آلاف العملاء بشكلٍ يومي على موقعها الإلكتروني، مؤكدة أن العملات الرقمية “سلع متقلِّبة”.
إدمان الربح
أبوالوليد، ليس وحده المحظوظ في سوق “البيتكوين”، بدر (من محافظة الجوف)، بدوره، له تجربة استثمار في العملات الرقمية، يروي لـ”عربي بوست” أن بدايته كانت قبل سنة، حيث دخل لأول مرة بـ1500 دولار، ربح من خلالها 14000 دولار خلال 3 أشهر من الاستثمار، قبل أن يسحب أمواله ويخرج ليعود مجدداً قبل شهر ونصف الشهر بمبلغ 10 آلاف دولار، ينوي استثمارها هذه المرة لمدة أكثر من سنة.
وعن العملات التي تعامل بها ، أشار خريج كلية اللغة الإنكليزية إلى أنها تنوعت بين Doge، وPac، وXp، وXvg، وADA، وNYC، وRed، لكن عملته المفضلة تبقى هي “الدوجي”؛ لأنها ثابتة وهامش الخسارة فيها ضعيف وتعتمد خوارزمية البيتكوين نفسها. بالنسبة لبدر، فإن ميزة العملات الرقمية تكمن في أنك ممكن عبرها أن تكوِّن ثروة من لا شيء، وبمبلغ استثمار بسيط، وعيبها الوحيد الخطير هو احتمال أن تخسر كل أموالك في لحظة؛ لذلك ينصح الشباب المبتدئين في سوق العملات الإلكترونية بشراء العملات الرخيصة التي هامش الخسارة فيها ضعيف. مخاطر الخسارة التي يشير إليها بدر، تظل دائماً قائمة، فقد تراجعت قيمة “البيتكوين” خلال الأيام الجارية بنسبة 11.3 في المائة، إلى مستوى 13847 دولاراً، بعد أن كانت قد سجلت مستوى قياسياً اقترب من 20 ألف دولار في 10 كانون الأول 2017.
الثورة “النقدية” القادمة
ما يشترك فيه كل من بدر وعبد الوليد، هو أن المستقبل للعملات الرقمية، هذا الأخير يؤكد لـ”عربي بوست”، بحماسة كبيرة، أن العملات الرقمية هي بمثابة ثورة قادمة “سيرضخ لها العالم شاء أم أبى، وأنصح الراغبين في الاستثمار فيها بالابتعاد عن العملات الرقمية المشبوهة؛ فالمخاطر عالية جداً ولا بد للمستثمرين من قضاء فترة في القراءة والاطلاع لا تقل عن أسبوعين قبل دخولهم المجال”. ومن بين نحو 1000 عملة رقمية منتشرة في العالم، فإن البتكوين تستحود على 36% من حجم التداولات وهو الشيء نفسه الحاصل في السعودية، وبعدها تأتي الريبل.
وتنتشر أجهزة الصراف الآلي الخاص بعملة البيتكوين في الكثير من المدن حول العالم، وقد وصل عددها حتى ديسمبر/كانون الأول 2017 إلى 1920 جهازاً، ولكن عربياً لا توجد سوى في مدينتين فقط إلى الآن: الأولى في دبي، والثانية بمنطقة الجبيل في المملكة العربية السعودية، وتقتصر العمليات المدعومة فيها على الشراء فقط؛ أي إنّه بالإمكان تحويل النقد إلى بيتكوين، ولكن العكس غير ممكن.
حرام أم حلال؟
حكم الشرع في مسألة التعامل بالبيتكوين لا يشغل كثيراً بال أبو الوليد، في نظره “هناك معاملات محرمة بشكل قطعي مثل الربا، وهناك عملات هدفها القائم محرم كدعم القمار والمخدرات”.
وكانت السعودية انضمت إلى كلٍ من مصر وفلسطين، لتكون ثالث دولة عربية تتحدث عن حرمة تداول العملات الافتراضية المشفرة، وأبرزها “البيتكوين”، حيث حذر عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ عبدالله المطلق، من التعامل بالعملة الافتراضية المشفرة “البيتكوين”، نتيجة لمخاطره الكبيرة جداً.