لقد كانت عملة الريبل الأفضل أداءاً بين العملات الرقمية في عام 2017، حيث أنها شهدت ارتفاعاً غير عادي بما يزيد على 30،000% في أسعار أصلها الرقمي XRP.
كما أحرزت الريبل في ذاك العام أيضاً تقدماً كبيراً بإقناعها العديد من المصارف والمؤسسات المالية للتوقيع لخدمات المنصة. وذكر رئيس الشركة التنفيذي ،التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها ،براد جارلينجهاوس، أنهم الآن يوقعون مع بنك واحد في المتوسط أسبوعياً. ويجدر بنا ذكر بعض أعضاء شبكة الريبل المعروفين مثل: MoneyGram ،American Express ،Western Union ،Standard Chartered ،Santander ،Unicredit ،MUFG، وBBVA.
في مهمتهم لانقاذ العالم من الاستغلال المالي من قبل البنوك الكبيرة وبوابات الدفع، جعلت الريبل منSWIFT عدواً شرساً ومنافساً سريعاً. كما أن SWIFT هي شبكة التي وجدت على مدى العقود الأربعة والنصف الأخيرة، والتي قد عملت على تيسير تبادل المعلومات المالية بين البنوك عالمياً في بيئة آمنة. كما أن شركة SWIFT ومقرها بلجيكا، تحتكر صناعة تحويل الأموال دولياً منذ فترة طويلة جداً. ولكن ذلك فقط إلى أن دخلت الريبل المجال نفسه.
وتتميز الريبل عن SWIFT، ونرى أثر هذا بالعدد الكبير من المؤسسات المالية التي بدأت في اختبار حلول الدفع التي تقدمها الريبل. ومن خلال مجموعة من المنتجات التي تشمل xCurrent وxRapid وxVia، فإن الريبل على استعداد لكي تطيح بشبكة SWIFT سريعاً.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ممرات SWIFT أصبحت بطيئة بشكل سيء. كما أن الدفع عبر الحدود يأخذ عموماً من 3-5 أيام، وهو يعد مدة طويلة من الوقت نظراً إلى أننا نعيش في عصر المعلومات. ولزيادة الطين بلة، فإن تكلفتها يمكن أن تكون باهظة الثمن، وهامش الخطأ فيها يبلغ نسبة 5%. ولكن الريبل قد غيرت قواعد اللعبة بشبكة الدفع خاصتها التي عملت على تخفيض الوقت اللازم لتسوية المعاملات من 5 أيام إلى 4 ثوان! وبالإضافة إلى ذلك، فإن شبكة الريبل أسعارها مقبولة للغاية، حيث أنها تتقاضى 0.00001 XRP، أي مبلغ 0.0000053 دولار وهو مبلغ بسيط جداً .
إن مزايا الريبل عظيمة للغاية، و ستكون البنوك حمقاء إن لم تتخلى عن نظام SWIFT وتتحول إلى شبكة الريبل، أليس كذلك؟ غير أن الأمر على أرض الواقع مختلف. حيث إن SWIFT هي أكثر من مجرد شبكة دفع; فهي نظام مركزي ضخم التأثير على الصعيدين الاقليمي والدولي بالقوة والهيمنة، وهو نظام لا تستطيع المصارف الضخمة وأصحاب النفوذ والحكومات التخلي عنه بعد. ففي عام 2012، بدأت إحدى جماعات الضغط تطالب بمنع ايران من استخدام شبكة SWIFT.
حيث اتهمت تلك الجماعات ايران باقتراف أفعال لا إنسانية، وأنها دولة دكتاتورية. كما وأعلن المجلس الأعلى الأمريكي اتفاقه التام مع جماعات الضغط، مما زاد الحمل على SWIFT لتتجاوب بسرعة معها. وجاءت القشة التي قسمت ظهر البعير من الإتحاد الاوروبي، في 17 آذار / مارس 2012، حيث تم قطع اتصال عدة بنوك من ايران بشبكة SWIFT. وقد كان آثار الحظر على ايران البلاد الغنية بالنفط بعيدة المدى. كما وتسبب حرمان العديد من الصناعات في إيران من التحويلات الأجنبية بأوقات عصيبة للغاية. وقد رفع الحظر في عام 2016، فأصبح بإمكان البنوك الايرانية الوصول إلى شبكة SWIFT.
ولكن هذا هو المغزى السياسي من شبكة SWIFT. حيث أن القوى العظمى تستخدمه في السيطرة على التجارة الاقليمية والدولية، ويمكن لأولئك الذين يعتبرون منشقين أن يتم حرمانهم بنفس السهولة من عمليات تحويل الأموال. وفي غضون أشهر قليلة، ستتداعى اقتصاداتهم وسيتوسلوا لكي يتم إيصالهم مرة أخرى بالشبكة. ولكن كل هذه الهيمنة المفروضة من قبل سلطة مركزية، مهددة من قبل شبكة الريبل التي تعتمد على العقد مقابل القناة الرئيسية. كما أن فوائدها للمستخدمين هائلة، ولكنها تجعلهم يشكلون خطراً لقدرتهم على أخذ السلطة من التكتلات مصرفية والحكومات التي لطالما سيطرت على الأمور المالية لعقود من الزمن. فهذا هو اللغز الذي تجد الريبل نفسها فيه: البنوك نفسها التي تحتاج إلى استخدام شبكتها هي من تسيطر على شبكةSWIFT غريمتها.
والسؤال هنا هل تتخلى البنوك عن شبكتها القوية للتحويلات الدولية – وبالتالي رأس مالها السياسي – وتتحول إلى شبكة الريبل التي تستمد قوتها من البلوكشين، أو هل سيتم الاستيعاض عن شبكة الريبل ببطء بشبكة مركزية تسيطر عليها البنوك؟ الوقت هو فقط من يحمل الإجابة.